نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية
نشر الكاتب والصحفي الفلسطيني ياسر الزعاترة عبر صفحته على منصة “إكس” تعليقاً مطولاً تناول فيه التطورات في سوريا وما وصفه بـ“العربدة الإسرائيلية” التي تستهدف مقدرات الدولة السورية العسكرية وتخترق المنطقة العازلة في الجولان.

ووجّه الزعاترة انتقاداً لاذعاً لصمت بعض الأطراف، مشيراً إلى أنه “من غير المعقول أن تُدين الأمم المتحدة وعدد من الدول العربية هذه العربدة، بينما يلتزم المسؤولون السوريون، وعلى رأسهم الشرع ورئيس حكومته، بالصمت”.
رئيس الحكومة السورية يتحدث مع الجزيرة وكأنه رئيس بلدية، وكأن ما يحدث لا يعنيه مباشرة
واعتبر أن “هاجس رفع ‘هيئة تحرير الشام’ من لوائح الإرهاب بات الشغل الشاغل لهذه الجهات، وهو ما يعيد إنتاج أخطاء الإسلاميين التقليديين الذين ظنوا أن أمريكا والغرب يمكن أن يغيّروا مواقفهم بناءً على مطالب محدودة”.
“الإرهاب الحقيقي”
وفي سياق حديثه، أوضح الزعاترة أن الإرهاب يتجسد في سرقة أمريكا للنفط السوري عبر قادة الأكراد، ووجود القوات الأجنبية في سوريا، فضلاً عن منح الرخصة للعربدة الصهيونية في غزة ولبنان وسوريا.
وأشار إلى أن النظام السوري السابق كان يعتمد على تجارة المخدرات كمصدر أساسي لتمويل ملياراته، واصفاً إياه بأنه نظام طاغية حكم البلاد وكأنها مزرعة ورثها عن أبيه.
وأكد الزعاترة أن العالم يشهد “حالة سيولة استثنائية” ولم يعد الغرب يسيطر بشكل كامل على المشهد، مستشهداً بتجربة طالبان التي تمارس مهامها وتفرض نفسها دون الحاجة لاعتراف أمريكا أو الغرب بحكومتها.
ندرك أن هناك أولويات كثيرة تنتظر العهد الجديد، لكن ذلك لا يتناقض مع اتخاذ موقف من العربدة الصهيونية
رسالة للقيادة الجديدة في سوريا
ووجّه الزعاترة رسالة مباشرة للقيادة الجديدة في سوريا ممثلة بـ”أحمد الشرع ورئيس حكومته”، داعياً إياها لاتخاذ موقف واضح وصريح تجاه العربدة الإسرائيلية؛ قائلاً:
لا أحد يطالب بخوض حرب، ولكن على الأقل أن يُسمِع الصهاينة ورعاتهم موقفاً حازماً وصريحاً، يوضح أن سوريا ليست مُستباحة لهم
وأكمل أن إسقاط النظام المجرم إنجاز عظيم يستحق التقدير لكل من ساهم فيه، لكنه لا يمنع من الوضوح في الموقف السياسي؛ منتقداً دفع القوات الإسرائيلية إلى مسافة 30 كم فقط من العاصمة دمشق دون أي رد فعل.
لا تكرروا الأخطاء التقليدية؛ القوة وحدها هي التي تفرض نفسها. إن كانت للعدو خياراته، فلكم أيضاً خياراتكم، وشرعيتكم تُستمد من الشعب الذي يقف معكم اليوم، وليس من أمريكا أو الغرب
واختتم الزعاترة منشوره بالدعاء أن يحفظ الله سوريا وشعبها، وأن يعين القيادة الجديدة على مهمتها التاريخية لتعويض السوريين عن عقود من البؤس والمعاناة في ظل النظام السابق.
وأوضح أن نصيحته تنبع من إيمانه بالوقوف إلى جانب الشعب السوري وثورته، مختتماً بالقول: “أعتذر عن حجب التعليقات لتجنب الجدل الزائد. الله يتولانا ومنه السداد”.