نخبة بوست – استغلت إسرائيل حالة سقوط النظام السوري وروّجت لوجود فراغ قد حصل، فتمددت في الجولان بحجة الدفاع عن النفس وخوفًا من تواجد قوات متطرفة في المنطقة. توسعت إسرائيل بحدود 180 كم² تحت ذريعة أن دخولها مؤقت. بطبيعة الحال، ألغت إسرائيل اتفاقية الهدنة لعام 1974، وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجولان أرض إسرائيلية ولا يمكن الخروج منها.
على أثر سقوط النظام السوري، شنت إسرائيل حملة جوية واسعة استهدفت كافة المطارات والمواقع العسكرية في كامل الأراضي السورية، مستهدفة أكثر من 300 هدف عسكري. وبهذا ضمنت تدمير القدرات العسكرية السورية بحجة الخوف من وقوع مثل هذه الأسلحة بيد “المتطرفين”. أعلنت إسرائيل مرارًا أنها تسعى إلى تغيير الشرق الأوسط، وهو ما يتجلى الآن على أكثر من ساحة عربية.
في قطاع غزة، انتهت حركة حماس بعد سلسلة من الجرائم والإبادة الجماعية التي افتعلتها إسرائيل لإعادة احتلال القطاع. أما حزب الله اللبناني، فقد تراجعت قدراته العسكرية، ومن المتوقع أن يتحول في المستقبل القريب إلى حزب سياسي. وفي سوريا، يظهر نظام جديد يمد يده إلى الولايات المتحدة، فيما جرى إنهاء الوجود الإيراني في سوريا، وهو هدف أساسي لكل من إسرائيل والولايات المتحدة.
إطلاق يد إسرائيل في سوريا يعد أمرًا استراتيجيًا لإعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مشاريع التطبيع القادمة. نشوة الانتصار الإسرائيلي تبدو جلية في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، حيث استخدمت إسرائيل القوة المفرطة لتحقيق أهدافها، انسجامًا مع مبدأ “القوة هي الحق” (Might is Right). هذا النهج هو ما اتبعته إسرائيل على مدار أكثر من 75 عامًا من الصراع، وهي الآن ترفع لواء الهيمنة على الشرق الأوسط.
تبقى أمام إسرائيل معركتان: الأولى مع إيران وبرنامجها النووي، والثانية مع النفوذ الإيراني في العراق. بعدهما، ستتبلور عناصر الهيمنة السياسية والاقتصادية والتكنولوجية لإسرائيل في المنطقة. في ظل هذا المشهد، يبدو أن عنوان المرحلة القادمة سيكون رفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مع ترويج لصيغة “الترانسفير السياسي”. ويبقى السؤال: ما هو الدور الذي ينتظر الأردن في قادم الأيام؟