نخبة بوست – نشر الكاتب والمحلل السياسي حسين الرواشدة عبر صفحته على منصة “إكس” تعليقًا موسعًا حول التطورات في سوريا، مشيرًا إلى أن ما حدث هناك وما سيحدث مستقبلاً في المنطقة هو جزء من “سياق” مدروس بعناية، ضمن مخطط أوسع لإعادة تشكيل المنطقة، بدءًا من عام 2011.
وأكد الرواشدة أن العواصم العربية التي شهدت مراحل انتقال سياسي بعد الربيع العربي تم وضعها جميعًا في إطار واحد، يتمثل في التخلص من الأنظمة المستبدة، يليها استخدام الإسلام السياسي أو المسلح لإدارة تلك المرحلة، ومن ثم إفشال هذه الأطراف أو إبقاؤها في حالة صراع داخلي.
وأضاف أن تنظيمات دينية مثلت أدوارًا مؤقتة تم تأهيلها سياسيًا وخلقت خطابًا متصالحًا مع شعوبها، لتقديم “أوراق اعتمادها” للمجتمع الدولي. وأوضح أن هذه التنظيمات، بما فيها أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع)، تم إعدادها مسبقًا لتقوم بدور الهدم وإعادة البناء وفق مصالح الأطراف التي أعدت مسرح العمليات.
سياق جديد وتحولات جذرية
وأشار الرواشدة إلى أن ما حدث في غزة في 7 أكتوبر الماضي كان البداية في سياق جديد يجمع تنظيمات الإسلام السياسي والمسلح، مثل “وحدة الساحات”.
أما في سوريا، فقد رأى الرواشدة أن “الجولاني” وتنظيمه أعيد تأهيلهما سياسيًا لإعادة تشكيل النظام السوري، بما يتماشى مع مصالح القوى الإقليمية والدولية.
وأكمل أن هناك معلومات مؤكدة تفيد بعقد اجتماعات في عواصم عربية وإقليمية شارك فيها شخصيات بارزة من تيار الإسلام السياسي، وضعت خلالها الخطوط العريضة لبرنامج الجولاني وخطابه العام.
القلق على مستقبل سوريا
وفي ختام تعليقه، أشار الرواشدة إلى مخاوفه من أن تكون المرحلة القادمة في سوريا محفوفة بالمخاطر على وحدة البلاد، لا سيما وأن الأطراف المتصارعة من خارجها لا تحمل نوايا حسنة.
وأوضح الرواشدة، استنادًا إلى مصادر مطلعة، أن ثلاثة من مساعدي الجولاني يحملون الجنسية الأردنية، مما يسلط الضوء على أبعاد جديدة للمشهد الإقليمي المتشابك.