نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية
أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد أن التطورات الجارية على الحدود السورية مع الاحتلال، بالقرب من القنيطرة، تأتي في سياق محاولات الاحتلال استغلال الوضع القائم في سوريا بعد ضعف سيطرة النظام.
وأشار إلى إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلغاء اتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974، بالتزامن مع تصريحات وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأن سوريا أصبحت الجبهة الرابعة التي سيقاتل فيها الاحتلال. ولفت إلى أن الاحتلال توسع بريًا لمسافة تجاوزت 15 كيلومترًا حتى صباح الأحد، 9 كانون الثاني.
وأضاف أبو زيد أن قوات الاحتلال سيطرت على الجزء الجنوبي الشرقي من جبل الشيخ، الذي يبعد نحو 35 كيلومترًا عن دمشق، دون أي مقاومة تُذكر من الجيش السوري، الذي انسحب من المنطقة.

قوات الاحتلال سيطرت على الجزء الجنوبي الشرقي من جبل الشيخ، الذي يبعد نحو 35 كيلومترًا عن دمشق، دون أي مقاومة تُذكر من الجيش السوري، الذي انسحب من المنطقة
يُذكر أن الاحتلال سيطر على جبل الشيخ عام 1967، قبل أن يستعيده الجيش السوري بمساعدة القوات الأردنية، وتحديدًا من اللواء المدرع 40 المعروف بـ”لواء الله”، خلال حرب 1973. وأكد أبو زيد أن الاحتلال تجاوز أيضًا خط فض الاشتباك المعروف بـ”خط برافو”، الذي تشرف عليه قوات الأمم المتحدة (UNDOF)، مما يشكل خرقًا واضحًا للاتفاق الدولي الموقع بين سوريا وإسرائيل عام 1974.
وأشار أبو زيد إلى أن قوات الاحتلال وصلت حتى صباح الأحد إلى بلدة الحضر غرب القنيطرة، وهي منطقة تحت السيطرة السورية. تزامن ذلك مع تصعيد كبير تمثل في قصف الاحتلال للمربع الأمني في العاصمة دمشق، الذي يضم مبنى المخابرات الجوية والجمارك والأرشيف السوري.
كما استهدف القصف مناطق أخرى مثل القلمون، التي تحتوي على مواقع للصواريخ الاستراتيجية، وتل الحارة في درعا، بالإضافة إلى رادار استراتيجي جنوب السويداء.
أبو زيد : تحركات الاحتلال لن تتوقف عند هذا الحد، ونتوقع أن يتوسع أكثر في العمق السوري باتجاه قرى مثل بيت أرا ونوى شرق القنيطرة
التحركات الإسرائيلية تفرض حديات جديدة على للأردن
على صعيد متصل؛ أوضح أبو زيد أن هذه التحركات لا تقتصر على البعد العسكري، بل تشمل أيضًا جانبًا أمنيًا واستخباريًا. وربط بين المواقع التي قصفها الاحتلال، مثل مبنى المخابرات والأرشيف السوري، وبين التمدد داخل الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن الاحتلال يسعى إلى تنفيذ خطة مركبة تتضمن أهدافًا عسكرية واستخبارية.

وتشمل هذه الخطة إنشاء منطقة آمنة تتيح لعملاء الاستخبارات الإسرائيلية الوصول إلى مواقع حساسة في دمشق وبعض النقاط الاستراتيجية للحصول على وثائق استخبارية أو تأمين شخصيات من النظام السوري السابق.
التحركات الإسرائيلية في شرق القنيطرة تمثل تحديًا جديدًا للأردن، خصوصًا إذا تطور الموقف العسكري للاحتلال في تلك المنطقة
واختتم أبو زيد حديثه بالإشارة إلى أن التحركات الإسرائيلية في شرق القنيطرة تمثل تحديًا جديدًا للأردن، خصوصًا إذا تطور الموقف العسكري للاحتلال في تلك المنطقة.
وأوضح أن هذه المنطقة لا تبعد سوى أقل من 50 كيلومترًا عن المثلث الحدودي الأردني السوري مع الأراضي المحتلة، مما قد يجعل الأردن يواجه حدودًا شمالية مع أراضٍ محتلة داخل جنوب سوريا، فضلًا عن الحدود الغربية مع أراضٍ محتلة داخل فلسطين.