نخبة بوست – هل يكون الأردن المفتاح لاستقرار سوريا؟
سقوط نظام بشار الأسد يحمل تداعيات عميقة لن تقتصر على سوريا وحدها، بل ستمتد لتطال الإقليم بأسره. دول الربيع العربي مثل تونس ومصر قد تجد نفسها أمام منعطف جديد، إذ يمكن أن يُلهم سقوط الأسد إعادة تقييم ثورات الربيع العربي والمسارات السياسية والتحولات الديمقراطية.
لبنان هو الآخر في قلب هذه المعادلة، فسقوط الأسد سيُضعف المحور الداعم لحزب الله، ويترك فراغًا سياسيًا وأمنيًا قد يهدد استقرار البلاد؛ أما على صعيد النفوذ الإيراني، فإن سوريا تمثل ركيزة أساسية لاستراتيجية إيران في المنطقة، وسقوط النظام يعني تقويض هذا النفوذ وإعادة رسم خارطة التحالفات الإقليمية، مما قد يُجبر إيران على إعادة صياغة أهدافها وسياساتها.
هذا السيناريو هو ما دفع إسرائيل لاحتلال مناطق في جبل الشيخ السورية لضمان مصالحها الاستراتيجية في ظل تغير موازين القوى.
في هذا السياق المتشابك، يبرز الأردن كلاعب محوري يتمتع بموقف متزن ومتماسك منذ بداية الأزمة السورية، ولطالما أكد دعمه للحلول السياسية السلمية ورفض العنف من أي جهة.
هذا النهج مكن الأردن من البقاء على مسافة واحدة من الجميع وجنبه التورط في الأزمة السورية، كما أن الأردن تعامل بحس إنساني مع تدفق اللاجئين السوريين، حيث وفر لهم الأمن والخدمات الأساسية رغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة، وهو الأمر الذي جعل الفرقاء في سوريا ينظرون له بإيجابية إلى حدٍ بعيد.
الأردن قد يجد نفسه مضطرًا للعب دور الوسيط بين القوى في سوريا، مستندًا إلى مصداقيته الإقليمية وموقفه المتزن خلال سنوات الصراع، والعمل على توحيد الجهود الدولية لضمان الانتقال السلمي للسلطة في سوريا، مع الحفاظ على وحدة أراضيها، ولو بصورة كونفدرالية ومنع التدخلات الخارجية التي قد تزيد من تعقيد المشهد.
في ذات الوقت، يحتاج الأردن إلى بناء شبكة أمان إقليمية تحميه من ارتدادات الفوضى المحتملة، مع الاستمرار في لعب دور فعال ومؤثر في صياغة مستقبل سوريا والمنطقة.