نخبة بوست – لم يتفهم بشار الأسد التطورات المتسارعة التي طرأت على الجغرافيا السياسية في المنطقة ورفض كل محاولات التصالح سواء كانت من الداخل السوري أو تلك التي أتته من قبل كثير من دول المنطقة والدعوات الكثيرة من دول في العالم بضرورة فتح صفحة جديدة والسير نحو الحكم الرشيد في سوريا التي ظلت تحت وطأة البعث 60 عاماً.
منذ بدء التحولات في المنطقة بعد أحداث السابع من أكتوبر ونتائجها على مسار القرار الدولي بإنهاء التحالفات الإيرانية في المنطقة التي ثبت أنها كانت فقط لمصلحة طهران التي أدارت ظهرها لكل حلفائها في لبنان وسوريا وستأتي الأيام القادمة بمفاجآت جديدة على ما تبقى من مسار التحالفات الإيرانية في المنطقة.
سيسجل التاريخ أن فجر الثامن من كانون الأول انبلج عن صبح جديد للشام استنشق نسماته أبناؤه الذين عانوا من القمع وسلب الحريات والتهجير والسجون والفقر والرعب على الحاضر والخوف من المستقبل أكثر من خمسين عاماً.
كانت نهاية حتمية لمثل هذا النظام الذي أدار ظهره لشعبه وحول البلاد إلى سجن كبير وكانت تحالفاته خارج حدود البلاد في سبيل مصلحته بعيداً عن المصالح الوطنية السورية.
المهم الآن أن يحافظ السوريون على دولتهم فهي ليست ملك النظام الهالك الذي فرت رموزه في الظلام كالخفافيش ، ويحافظوا على وحدتهم ووحدة جغرافية وطنهم وأن يعيدوا البلاد إلى عمقها العربي ، في المقابل بات من واجب العرب الآن أن يحتضنوا الشعب السوري ليكرسوا عودته إلى حضن أمته ويدعموه في إعادة بناء دولته على أسس سليمة تكون ممثلة لجميع السوريين .
وكانت خطوة جيدة من الثوار أن يطلبوا من الحكومة السورية في النظام السابق الاستمرار في العمل حتى يتم تسليم السلطة للحكومة التي سيختارها السوريون بأنفسهم لتستمر مؤسسات الدولة بالعمل وحتى لا يفقد الناس هناك حقوقهم واستقرارهم ويدخلوا في تيه الفوضى وحتى لا تتكرر تجربة دول كثيرة في المنطقة أسقطت شعوبها الأنظمة الديكتاتورية فيها لكنها لم تتمكن من الاستفادة من التحرر من هذه الأنظمة نتيجة الفوضى والإقتتال على “الغنيمة” ،وسقطت الدولة بكل مؤسساتها الأمر الذي عاد عليهم بالخسارة لكن الأمل بأبناء الشام كبير والدعاء لهم صادق..
العبرة فيما حدث أنه من المستحيل المراهنة على صمت الشعوب وإن طال؛ فإن الشعوب إذا غضبت فتكت…