نخبة بوست – قال الوزير السابق وأستاذ النظرية السياسية، الدكتور محمد أبو رمان، إن الأردن قدم العديد من المخارج السياسية للنظام السوري، واصفاً مبادرة “خطوة بخطوة” التي أطلقها الأردن بأنها أفضل ما قُدم للنظام السوري خلال السنوات الماضية، إلا أن الرئيس بشار الأسد فضل الاعتماد على تحالفاته مع روسيا وإيران بدلاً من الانفتاح على المبادرات العربية؛ وكان ذلك في مداخلة له على قناة “المملكة”.
وأوضح أبو رمان أن المبادرة الأردنية كانت تهدف إلى تحقيق انفتاح سياسي داخلي في سوريا ومصالحة وطنية شاملة، إلى جانب معالجة قضايا اللاجئين السوريين، وتطبيع علاقات النظام السوري مع الدول العربية.
أسباب وصول الأسد إلى هذا الوضع
وأشار أبو رمان إلى أن الرئيس بشار الأسد ارتكب خطأ استراتيجياً كبيراً بتجاهله للمبادرات العربية، موضحاً أن النظام السوري اعتمد بشكل كامل على تحالفاته الإقليمية مع روسيا وإيران، وشعر بأن هذه التحالفات كافية لحمايته.
وأوضح أن هذا النهج أدى إلى خسارة النظام السوري فرصة كبيرة للخروج من مأزقه، خاصة مع التحولات الإقليمية التي أضعفت تحالفاته، مثل انشغال روسيا بالحرب الأوكرانية، واستنزاف إيران وحزب الله نتيجة التصعيد في غزة والهجمات الإسرائيلية.
وأكد أبو رمان أن الجيش السوري يعاني من الاستنزاف المستمر ونقص التمويل والذخائر، مشيراً إلى أن التحالفات الإقليمية التي كانت تشكل دعماً كبيراً للنظام السوري بدأت تتهاوى.
وفيما يتعلق بمصير الأسد بعد الأحداث الأخيرة، بيّن أبو رمان إنه وفقاً للتقارير الإعلامية، من المرجح أن الأسد غادر سوريا إلى قاعدة عسكرية في الساحل السوري أو خارج البلاد، مع احتمالات تشير إلى موسكو أو طهران كوجهة محتملة.
سيناريوهات مستقبل سوريا
وطرح أبو رمان ثلاثة سيناريوهات رئيسية لمستقبل سوريا:
- انتقال سياسي سلمي: يشمل صياغة دستور جديد تحت إشراف دولي، تشكيل حكومة انتقالية تمثل جميع الأطراف، واعتماد نظام فيدرالي كبديل للتقسيم.
- حرب أهلية شاملة: قد تؤدي إلى انهيار الدولة وتقسيمها إلى مناطق نفوذ طائفية وعرقية.
- تقسيم البلاد: يتمثل في تثبيت الوضع الحالي الذي يميز بين مناطق المعارضة والنظام، مما يؤدي إلى قيام كيانات منفصلة ذات طابع عرقي أو طائفي.
التحديات الإقليمية وتأثيرها على دول الجوار
وأكمل أبو رمان أن أي تطور في المشهد السوري ستكون له تداعيات مباشرة على دول الجوار، مثل تركيا، لبنان، العراق، الأردن، وحتى إسرائيل.
وتطرق إلى أن إسرائيل لديها مصلحة في تقسيم سوريا، لكنها في الوقت نفسه تسعى لضمان استقرار حدودها؛ مضيفاً أن الوضع الحالي قد يدفع إسرائيل لإعادة تقييم تحالفاتها مع بعض الأطراف السورية.
واختتم أبو رمان حديثه بالإشارة إلى الرسائل الإيجابية التي صدرت من المعارضة السورية ومن مسؤولين في النظام، مثل تعهد رئيس الوزراء السوري بضمان انتقال السلطة بشكل سلمي، ودعوة المعارضة السورية لاستمرار عمل المؤسسات الحكومية؛ لكنه شدد على أن المرحلة المقبلة تتطلب جهداً إقليمياً ودولياً مكثفاً لتجنب السيناريوهات السلبية وضمان تحقيق استقرار مستدام في سوريا.