نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية
شهدت محافظة حمص في الأيام الأخيرة تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا، حيث تمكنت فصائل المعارضة السورية، بقيادة “هيئة تحرير الشام”، من السيطرة على مدينتي الرستن وتلبيسة في الريف الشمالي للمحافظة، بعد انسحاب قوات الجيش السوري منها منهما.
كما استهدفت المعارضة مواقع للجيش السوري في قرية تير معلة بضربات بطائرات مسيّرة؛ وفي المقابل، نفذت القوات التابعة للجيش السوري غارات جوية على أطراف مدينة الرستن، واستهدفت مواقع المعارضة في تلبيسة بالقصف المدفعي والصاروخي.
وتأتي هذه التطورات بعد سيطرة المعارضة على مدينة حماة، مما دفعها للتقدم نحو حمص، حيث دعت الفصائل المسلحة الوحدات العسكرية التابعة للجيش السوري في حمص إلى الانشقاق الجماعي والتوجه نحو حماة؛ فهذه التطورات أتت في ظل تقدم المعارضة في مناطق أخرى، مما يزيد من تعقيد المشهد الميداني في سوريا.
السبايلة: معركة حمص ستكون الأهم في المرحلة القادمة؛ وتفتح باب المواجهة مع حزب الله
وفي هذا الصدد، أكد الخبير الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة أن معركة حمص تمثل المحطة الأهم حاليًا في سوريا، حيث ستُدخل حزب الله في مواجهة مباشرة وستفتح المجال لفرض الحصار على الساحل السوري والسيطرة على الحدود مع لبنان، وهي الحدود التي كانت تُستخدم لتغذية حزب الله.
هذه التطورات ستشكل أساس المرحلة القادمة
وأضاف السبايلة، في تصريح خاص لـ“نخبة بوست“، أن دمشق، رغم أهميتها السياسية للنظام السوري، إلا أنها ليست ذات أهمية استراتيجية في هذه المرحلة.
الأحداث الأخيرة تسير كأحجار الدومينو، مما يوجه دعوة صريحة لجميع الفصائل في سوريا للحفاظ على مكتسباتها والتحرك نحو تعزيز وجودها
وتابع قائلاً: “ما يحدث في سوريا الآن يشير إلى ملامح وصفة تقسيم البلاد؛ فدمشق، رغم أهميتها السياسية، أصبحت تحصيل حاصل في السياق الحالي. التركيز الاستراتيجي يتجه نحو حمص، بينما يبقى الوصول إلى دمشق ذا أهمية سياسية أكثر من كونه هدفًا استراتيجيًا في الوقت الراهن.”
واختتم السبايلة بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة ستشهد تطورات حاسمة، وخاصة مع تصاعد أهمية المناطق الوسطى مثل حمص، والتي ستحدد مسار الصراع وموازين القوى في سوريا.