نخبة بوست – كتب: د. صبري اربيحات ( وزير أسبق)
الامس فجعنا جميعا بتلقي نبأ وفاة ستة أشخاص وجرح ثلاثة كنتيجة لحادث المرور الذي وقع على طريق ناعور البحر الميت وعلى مقربة من بلدة العدسية. هذا الحادث ليس الأول ولن يكون الاخير في سلسلة الحوادث التي يتكرر وقوعها على هذا الطريق الدولي الهام . لا احد يريد لهذا الطريق بان يصبح الأخطر بين طرق المملكة بعدما اصبح الخط الصحراوي احد اكثر طرق البلاد سلامة وامنا.
منذ ايام جلست وعدد من شباب العدسية ونواب منتخبين عن دوائر العاصمة . في ذلك اللقاء الذي تحدثنا فيه عن الاردن والقضايا العامة تطرق اهالي العدسية الى وجود مشكلات مزمنة في الطريق تنبهت لها الأشغال العامة لكنها لم تجد لها الحلول الشافية .
الطريق الواصل بين ناعور والاغوار مارا بالعدسية شهد انهيارات وتشققات احالته الى طريق غير صالح للمرور عند نقاط معينة قبل دخول البلدة وبعد تجاوز حدودها . هذا الوضع دفع الوزارة الى إصلاحه في محاولة ردم وتدعيم الاماكن التي شهدت التصدع والانهيار وتحويل الطريق للمرور عبر قرية تركي المجاورة كمسار بديل طوال مدة العمل على اصلاح الطريق.
في شهادات الاهالي ما يفيد بان التصدعات بدت تظهر من جديد بعد ان تم الردم والتدعيم وتحويل مجرى المياه عن هذا الجزء الرخو من التربة الامر الذي يعني العودة الى المربع الاول والبحث عن طريقة للاصلاح .
بسؤال يعض المطلعين على تاريخ الطريق ومشكلاته تبين وجود عدد من الينابيع التي يتارجح مستوى تدفقها تبعا للمواسم المطرية . بعض هذه الينابيع مجاور للطريق والبعض الاخر يتغذى ويصب في المقطع من مسافات متفاوتة البعد …
لا اعرف عدد الذين قضوا على هذا الطريق الحيوي ولكني اعرف اني سمعت عن رحيل عدد غير قليل خلال الاعوام السابقة وعن فجيعة بعض الاسر التي فقدت ابنها الوحيد او معيلها الاوحد على طريق دولي يفترض ان يتسم باعلى مستويات السلامة والامان.
في اعتقادي ان على الاخوة في وزارة الاشغال العامة ووزيرها المقدر دراسة جميع المقترحات التي يقدمها الاهالي وفي مقدمتها فصل طريق الشاحنات عن طريق المركبات والدراجات والتفكير في إمكانية استخدام الطريق الذي تم تاهيله كبديل والمار من قرية تركي لفئة من فئات المركبات المستخدمة للطريق …
بغير ذلك سنبقى نترحم على افواج الضحايا التي تضاهي اعداد ضحايا ا واعتى المعارك التي نسمع عنها في هذا الاقليم الملتهب. الرحمة لروح الذين قضوا والعزاء لاحبتهم واسرهم ونرجو الله ان لا يتحول السير على طريقنا كابوس يخيف الأسر ويرعب السواقين.