نخبة بوست – قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد في تحليله للمشهد في غزة وجنوب لبنان، إن نجاح المقاومة في غزة بقتل قائد اللواء المدرع 401 وعدد من جنود اللواء في كمين مركب حمل جميع الأبعاد الرئيسية لأي عمل قتالي، مثل التخطيط، الاستطلاع، والبعد الإعلامي، يؤكد أن المقاومة مستمرة في عمليات الاستنزاف التي ترهق وتضعف قوات الاحتلال. كما يشير إلى أن الهيكل التنظيمي للمقاومة مرن، ما يمكّنها من مواصلة القتال رغم استشهاد القائد السنوار وقادة آخرين، مما يدل على أن المقاومة بنيت على هيكل تنظيمي لا يعتمد على شخصية معينة.
وأضاف أبو زيد أن المقاومة قد أعادت ترتيب أوراقها القيادية والإدارية وتمكنت من ترميم الهيكل التنظيمي لملء الفراغ القيادي بعد استشهاد السنوار، ما يعزز قدرتها على الاستمرار. ومن المحتمل أن نسمع خلال الأيام القادمة بيانًا من المقاومة يوضح ملامح المرحلة المقبلة ويؤكد استمرارية العمل العسكري.
وفيما يتعلق بما يجري في جنوب لبنان، أشار أبو زيد إلى أن استهداف أطراف العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية أمس قد يقابله اليوم استهداف لحيفا وتل أبيب، ضمن معادلة التناسب، بمعنى حيفا مقابل الضاحية وتل أبيب مقابل بيروت. والملاحظ أن الاحتلال قصف الشويفات في بيروت، وهي منطقة ذات أغلبية درزية ولا تمثل ثقلًا لحزب الله، وكذلك قصف زغرتا في شمال لبنان، التي تتميز بأغلبية موالية لتيار المردة بقيادة سليمان فرنجية، مما يشير إلى أن الاحتلال بدأ يلعب على ورقة التيارات السياسية الموالية لحزب الله في لبنان بهدف تأليبها ضده.
يأتي ذلك في ظل استعصاء العمليات البرية وفشل قوات الاحتلال في تحقيق أي إنجازات تُذكر، رغم دفع 5 فرق مقاتلة بالإضافة إلى لواء تم إلحاقه بجبهة جنوب لبنان قبل عدة أيام.