نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية
بمجرد الإعلان عن عملية البحر الميت أمس الجمعة قامت “نخبة بوست” على الفور بإجراء بحث دقيق حول خلفيات الأشخاص المتسللين في هذه العملية، وبناء على ذلك نشرت خبرا تحت عنوان “أحدهما معلم والآخر مهندس” ولقراءة الخبر كاملا انقر هنا
علمت “نخبة بوست” في وقت مبكر بوجود تبعية فكرية لهما مع حركة الإخوان المسلمين في الأردن. ومع ذلك، آثر محرر الخبر عدم نشر هذه المعلومة تجنبًا للجدل، ولأن “نخبة بوست” توقعت أن ما حدث لا علاقة له بالعمل الحزبي الأردني، بل هو سلوك فردي.
هذا التطور اعتبرته الصالونات السياسية المعارضة للإخوان، والمحايدة، وحتى بعض الموالين، أمرًا خطيرًا في سياق العمل الحزبي الأردني، الذي يعتمد على العمل السياسي دون اللجوء إلى العمل العسكري.
بالأمس، وبعد إعلان الحركة الإسلامية تبنيها للعملية، انهالت عليها الانتقادات بشكل قاسٍ؛ استهلها الوزير الأسبق سميح المعايطة بطرح عدة تساؤلات حول وجود طرف ثالث؛ لقراءة الخبر انقر هنا
تبعه منشور للكاتب حسين الرواشدة تساءل فيه عما إذا كان هذا “شرفًا وطنيًا” لقراءة الخبر انقر هنا
كما وجه القيادي الإسلامي الأسبق الدكتور بسام العموش نصيحة مباشرة، قائلاً: “أحذر إخوان الأردن من الانجرار وراء العاطفة على حساب أمن البلد واستقراره. فكلنا مع غزة وضد الصهاينة، ولكن الأمر أكبر مما نتخيل”.
من جانبه؛ ذكّر الناشط السياسي المهندس مجدي القبالين الإخوان المسلمين بحادثة عزاء الزرقاوي بعد تفجيرات عمان، وكيف أدت إلى سجن مجموعة من نواب الإخوان المسلمين.
محاولات التخفيف من موقف الإخوان جاءت عبر الناشط النقابي الدكتور أحمد أبو غنيمة – وهو من الداعمين للحركة الإسلامية- في مادة عبر “نخبة بوست”، حيث تحدث عن أهمية وحدة الصف ؛ انقر هنا
كما دار نقاش في “جروب بلكي الإخباري”، تحدثت فيه الدكتورة ديما طهبوب والنائب راكين أبو هنية عن أن ما حدث كان عملًا فرديًا، مع وجود فرق بين التبني والاحتفاء.
لاحقًا، نشر الإخوان المسلمون بيانًا فسره الجميع كتراجع، حيث أشار البيان إلى أن العمل الذي تم كان فرديًا، لقراءة البيان كاملا انقر هنا
جاء ذلك بعد نقاش حاد داخل الحركة، بعد وصول رسائل عبر وسطاء، من بينهم إعلامي بخلفية إسلامية، حذرت من أن البيان الأول كان متسرعًا، وأن ردود الفعل قد تكون قاسية. وقد تدخلت قيادات إسلامية “أكثر عقلانية” في هذا النقاش، مما أدى إلى حراك داخلي ضد قرار تبني العملية.
مصادر من داخل الحركة الإسلامية أسرّت لـ”نخبة بوست” بأن البيان الأول صدر على عجالة، دون دراسة كافية أو تشاور كامل على مستوى القيادة. كما أن نص البيان لم يكن واضحًا أو حاسمًا في توضيح أن العملية كانت بالفعل فردية، وأن الشهيدين لم يتلقيا تعليمات من أي مستوى قيادي لتنفيذها.
“الاخوان المسلمين” .. على المحك
اليوم؛ تجد الحركة الإسلامية نفسها على المحك، خاصة بعد نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة وقبيل انطلاق أعمال مجلس النواب. ما حدث يمثل فرصة مهمة للمراجعة، وتحديد سياستها وأسلوب تعاملها مع القضايا المتداخلة. فإدارة خطاب قياداتها باتت ضرورة.
إذ يرى بعض المخضرمين في السياسة الأردنية أن نتائج الانتخابات الأخيرة قد تكون “وبالا” على الحركة الإسلامية إن لم تحسن التصرف. اليوم، الحركة الإسلامية هي التي على “الشجرة”، وليس أجهزة الدولة.