نخبة بوست – كتب: فادي زواد السمردلي
الحزب الوطني يجب أن يلعب دورًا مركزيًا في الحياة السياسية إذا ما تأسس على أسس متينة تعكس حاجات وتطلعات المجتمع الأردني بكل تنوعه ويجب أن يكون الحزب الوطني منصة شاملة تمثل مختلف الطبقات الاجتماعية والفئات العمرية، بما في ذلك الشباب والنساء، الذين غالبًا ما يكونون مهمشين في العملية السياسية التقليدية ويجب أن يكون الحزب الوطني قادرًا على خلق فضاء للحوار والنقاش الحر، حيث يمكن للمواطنين التعبير عن آرائهم واقتراحاتهم بشكل ديمقراطي، ما يسهم في تعزيز ثقافة المشاركة الفاعلة.
ينبغي للحزب أن يركز على بناء سياسات واضحة ومحددة تستجيب للتحديات الوطنية الملحة، مثل البطالة، وتطوير الاقتصاد، وتعزيز التعليم والرعاية الصحية، إلى جانب تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان الحقوق الدستورية وعلى الحزب الوطني أيضا أن يعمل على تعزيز الهوية الوطنية الأردنية من خلال الربط بين تراث الدولة والتوجهات الحديثة نحو الإصلاح السياسي والاقتصادي.
أما بالنسبة لقيادة الحزب، فإن القيادة يجب أن تتمتع برؤية بعيدة المدى واستراتيجية واضحة لتحقيق أهداف الحزب على المدى القصير والطويل ويجب أن تكون القيادة قادرة على التكيف مع المتغيرات المحلية والدولية، وأن تكون مرنة بما يكفي لتقديم الحلول البديلة عندما تواجه الأزمات وفي الوقت نفسه، يجب أن تتحلى القيادة بالجرأة بمواجهة الفشل.
في الداخل، يجب أن تكون القيادة قادرة على إدارة الحزب بأسلوب ديمقراطي شفّاف، بحيث يتم تداول السلطة والمسؤوليات داخل الحزب بناءً على الكفاءة والقدرة على الأداء، لا على الولاءات الشخصية أو المصالح الضيقة ويجب أن يكون هناك نظام داخلي قوي يضمن وجود آليات للرقابة والمحاسبة، لمنع استغلال المناصب أو الانحراف عن المبادئ التي تأسس عليها الحزب وليس نظام يعزز الديكتاتورية من أجل مصلحة شخوص كما يتطلب ذلك تنظيم مؤتمرات حزبية دورية تسمح لأعضاء الحزب بمناقشة السياسات والتوجهات المستقبلية، والتصويت على قيادات جديدة عند الحاجة.
وفي السياق الأردني، يجب على الحزب الوطني أن يكون مستعدًا للعمل ضمن إطار القوانين والدستور الأردني، والتعاون مع الحكومة والمؤسسات الوطنية الأخرى لتحقيق الأهداف المشتركة من خلال رؤية واضحة مبنية على دراسات علمية واقعيه وليست برامج حبر على ورق ومع ذلك، عليه أن يحتفظ بدور المعارضة البنّاءة عندما تتطلب الظروف ذلك، وأن يكون قوة دافعة للإصلاح والتغيير، ليس فقط من خلال السياسات، بل أيضًا من خلال تعزيز الوعي السياسي لدى الجمهور.
القيادة الناجحة يجب أن تكون ملمة بالقضايا المحلية والدولية، وأن تتمتع بالقدرة على بناء تحالفات سياسية متينة، سواء داخل البرلمان أو خارجه، مع الأحزاب والقوى الأخرى التي تشترك في رؤى وأهداف مشابهة. يجب أن تركز على تحقيق إنجازات ملموسة يشعر بها المواطن العادي، بدلاً من الانغماس في الجدل السياسي الذي لا يسهم في حل الأزمات الواقعية.
في النهاية، يجب أن يكون الحزب الوطني حزبًا ديناميكيًا، منفتحًا على الابتكار، وقادرًا على التطور وفقًا لمتطلبات العصر، مع الالتزام بالثوابت الوطنية التي تقوم على الوحدة والاستقرار. بهذه الطريقة، يمكن للحزب الوطني أن يسهم بشكل فعّال في ترسيخ الديمقراطية وتعزيز التنمية المستدامة في الأردن.