نخبة بوست – صرّح الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبوزيد أن ما يتم تداوله في وسائل الإعلام العبرية حول “خطة الجنرالات”، التي نُشرت يوم الجمعة، يأتي في إطار محاولات البحث عن مخرج لأزمة الجيش الإسرائيلي المتورط في غزة.
وأشار أبوزيد، خلال حديثه عن تفاصيل هذه الخطة، إلى أنها وضعت من قِبَل منتدى الجنرالات والمحاربين الإسرائيليين، وهي عبارة عن وثيقة نُشرت بعد مقتل ستة أسرى إسرائيليين في غزة وعدم قدرة جيش الاحتلال على حسم المعركة سواء في غزة أو الضفة الغربية.
وأوضح أبوزيد أن الخطة سُميت بـ “خطة الجنرالات” لأن من وضعها هم جنرالات سابقون في الجيش الإسرائيلي، وعلى رأسهم الجنرال غيورا آيلاند، الرئيس السابق لقسم العمليات في الجيش، لذلك أطلق البعض عليها اسم “خطة آيلاند”. وتقوم الخطة على فرض حصار كامل على شمال قطاع غزة، ودفع من تبقى من السكان للنزوح إلى جنوب القطاع، مما يؤدي إلى تهجير 300 ألف من أهالي شمال غزة نحو جنوب محور نتساريم. وتستهدف الخطة فرض إدارة عسكرية شمال محور نتساريم بهدف الضغط على المقاومة للقبول بشروط التفاوض.
وأكد أبوزيد أن الخطة تحتوي على مغالطات كبيرة، حيث لم يتمكن جيش الاحتلال من فرض واقع أمني جديد في غزة بعد 343 يومًا من القتال، فكيف سينجح الآن بعد أن وصل إلى حالة من الإنهاك والارتباك في اتخاذ القرار، في خلق واقع يحتاج إلى قوات عسكرية طازجة غير متوفرة أساسًا للسيطرة على ثلث مساحة القطاع.
وأضاف أبوزيد أن ما يحدث داخل القيادة العليا للجيش الإسرائيلي يعزز التوقعات السابقة التي أشار إليها، خاصة بعد استقالة قائد أركان القوات البرية، الجنرال تامير يديعي، حين قال أبوزيد إن “بنية جيش الاحتلال تتآكل”. وقد جاءت استقالة يوسي شاريئيل، قائد وحدة الاستخبارات الإسرائيلية (8200)، من منصبه قبل يومين، لتؤكد هذا التحليل، حيث أشار أبوزيد إلى أن ارتباك المستوى العسكري الإسرائيلي في اتخاذ القرارات بات واضحًا، وسينعكس على المزيد من الاستقالات.
كما أضاف أبوزيد أن هناك تقارير تفيد بأن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي ينوي تقديم استقالته نهاية العام الجاري، فيما امتدت موجة الاستقالات إلى جهاز الأمن العام، حيث استقال قائد شرطة الضفة الغربية، اللواء عوزي ليفي، مما يشير وفقًا لأبوزيد إلى تعمق أزمة الثقة بين المستويين السياسي والعسكري، في ظل عدم قدرة الاحتلال على الحسم ووصوله إلى حالة من الاستعصاء العسكري والدبلوماسي.
اكتشاف المزيد من نخبة بوست
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.